قصة نجاح شركة طلبات الكويتية

الأسواق تتغيّر كل يوم، وعالم الشركات ليس بثابت، فكل شركة ناجحة ورائدة في مجالها اليوم لابد وانها مرت في مراحل حياتها بالعديد
من مراحل التعديل والتطوير وحتى العقبات لكي تصبح ماهي عليه الآن وهو ماحدث مع شركة طلبات في الكويت فما هي القصة
الكاملة ؟ وكيف تحوّلت طلبات لما هي عليه الآن ؟ 
هذا ما ستعرفه في هذا المقال فهيا بنا نستعرض لك القصة برمتها.
بداية الفكرة
خالد العتيبي شاب يدرس في مصر وأثناء دراسته لفت انتباهه موقع لطلب الطعام اسمه اطلب دوت كوم حيث يعمل كوسيط بين
المطاعم والمستهلكين، بحيث يستطيع المستهلك بكل سهولة أن يتصفّح المطاعم ، ومن ثم يطلب الوجبة التي يحبها لتصله في أسرع وقت
وهو في مكانه. 
أثارت تلك الفكرة إعجاب خالد ثم بعد فترة زمنية قصيرة عمِلَ في شركة اطلب لمدة ثلاثة شهور في خدمة العملاء ، واستطاع أن يعرف
كيفية عمل الشركة من الداخل وتفاصيل الخدمة وآلية عملها، وبعد هذه المدة عاد إلى بلاده ولديه حلم بأن ينشئ شركة تقدم نفس الخدمة
ولكن في بلده الكويت وبالطبع تحت إسم جديد وهو ” طلبات ” .
وبالفعل عرض خالد الفكرة على أصدقائه ووافقوا ثلاثتهم ، فدفع كل منهم 1000 دينار كرأس مال الشركة بالإضافة لخالد يصبح المبلغ
4000 دينار فقط. 
وبدؤوا الشركة بمكتب صغير مع عدد صغير من الموظفين ، ثم استطاعوا تصميم الموقع الخاص بهم، وبذلك لا ينقص خالد وأصدقائه
أي شيء آخر للبدء. 
ولغاية هذه المرحلة كل الأمور تسير كما يجب إلا أن العراقيل تبني النجاح والتوفق وتحفز الإرادة فكان لابد من وجود بعضها في قصة
خالد وأصدقائه ومن ضمن تلك العراقيل مشكلة المطاعم حيث يجب أن تتوصّل الشركة لاتفاق مع المطاعم لكي يشتركوا في الموقع،
ولكن ذلك لم يكن بالسهولة المتوقَّعة، لأن الفكرة ما زالت جديدة وليس من اليسير أن تقبل المطاعم التعاقد مع شركة ناشئة جديدة.
إضافة إلى تلك المشكلة كان هناك صعوبات في إيصال الفكرة وتلقيمها للأشخاص لكي تجعلهم يتقبّلوا خدمة جديدة بهذا الشكل تُقدَّم لهم
من خلال الإنترنت. 
ولهذه الأسباب كانت البداية هي عبارة عن مراحل صعبة وتحديات فإما أن يعلنوا إستسلامهم أو يصروا على فكرتهم. 
وكجزء من الحل اتجه خالد وأصدقاؤه إلى المطاعم وأقنعوهم بالإشتراك في الموقع مجّانا، لكن مع عمولة 200 فلس من الزبون و 200
فلس من المطعم لكل طلب من خلال الموقع.
مرحلة النجاح
كانت الشركة في بدايتها تقوم بتوصيل 32 طلب يومياً، وبعد عام واحد فقط وصل عدد الطلبات اليومي إلى 60 طلب. وفي العام الثالث
200 طلب، وهو ما يمكننا اعتباره معدّلاً ممتازاً للنمو ومؤشراً لنجاح الشركة وتقدمها. 
وصلت إلى شركة طلبات عروض استحواذ وصلت إلى 100 ألف دينار في عام 2006 وهو رقم ضخم مقارنةً برأس مال الشركة الذي
بدأ ب 4000 دينار، لذلك وافق الشركاء على عرض الإستحواذ ذلك لكن هناك شريك واحد رفض ذلك العرض، وهو خالد ولكي يحافظ
على الشركة، اشترى حصص المساهمين بـ75 ألف دينار كويتي ليكون بذلك المالك الوحيد للشركة. 

انتقال ملكية الشركة
خلال عام واحد قام خالد بإدارة الشركة بنجاح واجتهاد حيث ارتفع عدد الطلبات إلى 1000 طلب في اليوم وأثناء رحلته في التوسّع،
حصل خالد العتيبي على عرض استحواذ جديد يصل إلى 360 ألف دينار كويتي.
لم يستطع خالد مقاومة هذا العرض الرائع الذي جائه وقرر أن يتخلّى عن شركته طلبات، لتصبح الشركة في حوذه المستثمرين الجدد
الذين قرروا استكمال خطة التوسّع والمضي في هذا الطريق وحينها وصل عدد المطاعم المتعاقدة من 7 مطاعم إلى 60 مطعم. 
وزادت إيرادات الشركة بشكل ملحوظ، حيث وصل عدد الطلبات إلى 1600 طلب في اليوم الواحد في سنة 2010م. 
وفي نفس السنة وصل إلى المستثمرين في طلبات عرض استحواذ من مستثمر جديد اسمه ” محمد جعفر ” بـ880 ألف دينار، وكان
عرضاً مغرياً إلى الدرجة التي جعلت محمد جعفر يحصل على طلبات في أسرع وقت. 
ماذا فعل محمد جعفر مع طلبات ؟
قرر محمد أن يستمر في سياسة التوسّع ولكن هذه المرة في كافة الأسواق الخليجية حيث أنه لم يكتفِ بالسعودية فقرر الدخول إلى قطر
والبحرين. 
وبالفعل كان لذلك التوسع نتيجة كبيرة في زيادة إيرادات الشركة. حيث ارتفع عدد الطلبات من 1600 طلب إلى 20 ألف طلب، واستمر
سهم الشركة في الإرتفاع لغاية 2015 وذلك عندما جاء للشركة عرض استحوذ بقيمة 150 مليون يورو من شركة دليفري هيرو.
المرحلة الجديدة مع ” ديليفري هيرو “
تمت عملية الاستحواذ لشركة ديليفري هيرو وتخلى محمد عن ملكيتها والجدير بالذكر أن دليفيري هيرو شركة عالمية متخصصة في
خدمات توصيل الطعام، وتعمل في أكثر من 40 دولة حول العالم، وهنا أصبحت طلبات هي العلامة الرسمية لشركة دليفري هيرو في
الوطن العربي. 
في عام 2017 م استحوذت شركة دليفري هيرو على أطلب دوت كوم في مصر بشكل كامل وبهذا تستحوذ عليها بالإضافة إلى
استحواذها على طلبات في الكويت.
واستمر الوضع بنفس الشكل حتى عام 2020 م. عندما قررت دليفري هيرو أن تمحو اسم أطلب من مصر وتوسّع من نطاق طلبات
ليشملها في مصر.
أصبحت شركة دليفيري هيرو وعلامتها التجارية طلبات هي المسيطرة على سوق توصيل الطعام في مصر والكويت والإمارات وقطر
وعمان والبحرين والأردن. 
الخاتمة
● تعتبر قصة نجاح تطبيق طلبات ملهمة جداً لكل من يريد أن ترى أفكاره التجارية والإبداعية النور، حيث يمكن برأس مال بسيط
أن تنشئ شركة متواضعة ومع العمل الجاد والسعي تصل إلى مرحلة حصولك على عروض استحواذ كبيرة تفوق تخيلك وهي
عبارة عن تتويج لجهودك وثمرة نجاح اجتهادك.

● استعرضنا لك في هذا المقال القصة من الألف إلى الياء آخذين بعين الإعتبار أن تفاصيل القصة مشوقة وتدعو إلى النهوض والبدء
في تحويل أفكارنا إلى أرض واقع ملموسة.
● لدينا الكثير من قصص النجاح الملهمة الأخرى حيث يمكنك الإطلاع عليها في المدونة وسنكون سعداء بهذا الأمر.