سناب شات يعد أحد أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداماً في العالم حيث يضم الموقع 360 مليون مستخدم نشط شهرياً، اعتباراً
من كانون الثاني 2020، مع إنشاء ثلاثة مليارات “لقطة” (صور ومقاطع فيديو) يومياً.
كيف نما Snapchat بشكل كبير وفي مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن؟
ستتعرف في هذا المقال على تاريخ الشركة وتفاصيل لم تكن تعلمها من قبل فهيا بنا .
تاريخ سناب شات
تأسست سناب شات في عام 2011 على يد إيفان شبيغل وريجي براون وبوبي مورفي، وجميعهم طلاب في جامعة ستانفورد.
يقال إن براون توصل إلى فكرة تطبيق وسائط اجتماعية يمكّن المستخدمين من نشر الصور ومقاطع الفيديو التي اختفت من الموقع بعد
لحظات قليلة.
وبحسب ما ورد طرح براون الفكرة على شبيغل، واتفق كلاهما على أن فكرة إنشاء منصة للتواصل الاجتماعي على غرار المحتوى
المختفي كانت فكرة جيدة.
ثم اقترب الثنائي من بوبي ميرفي لكتابة الكود المستخدم لبناء التطبيق.
أطلق المؤسسون “Picaboo”في عام 2011، وهو مقدمة لـ Snapchat وبعد ذلك مباشرة، أجبر شبيجل ومورفي براون على
الخروج من الشركة، وأعادا إطلاق الشركة باسم سناب شات في أيلول من نفس العام.
كان كلا طلاب جامعة ستانفورد في سنتهم الأولى في الكلية فقط في ذلك الوقت.
أما بالنسبة لبراون، فقد توصل إلى تسوية مع المؤسسين المشاركين مقابل 157 مليون دولار في أيلول 2014 ويُنسب إليه رسمياً أيضاً
أنه أحد مؤسسي Snapchat.
ومع سجل نظيف ونموذج أعمال مثير للاهتمام، ذهب شبيغل (الرئيس التنفيذي للشركة الآن) ومورفي للعمل على بناء الشركة الوليدة.
لا يتعلق Snapchat بالتقاط لحظة. يتعلق الأمر بالتواصل مع النطاق الكامل للمشاعر الإنسانية، وليس فقط ما يبدو جميلاً أو مثالياً.
في مقابلة تم إجراؤها في عام 2013 مع التلغراف، ركز شبيجل على السبب الحقيقي وراء نجاح Snapchat مع مستخدمي وسائل
التواصل الاجتماعي الأصغر سناً فهم لا يريدون أن يعود تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بهم ليطاردهم.
وقال: “لقد غير سناب شات هذا التصور المتمثل في حذف شيء ما باعتباره سيئاً”. “على الإنترنت، عادةً ما تقوم بحذف شيء ما إذا كان
سيئاً أو إذا كان محرجاً حقاً.”
“ما قاله Snapchat هو أنه إذا حاولنا تصميم المحادثات أثناء حدوثها، فإنها تكون سريعة الزوال إلى حد كبير.
قد نحاول تدوين اللحظات المميزة حقاً وحفظها، ولكن بشكل عام، نحاول فقط ترك كل شيء نحن نتذكرها ولكننا لا نحاول حفظها”.
نجاح وتألق سناب شات عبر السنوات
بعد مرور عام على إنشائه، نجح Snapchat في زيادة عدد المستخدمين من خلال تقديم الفيديو إلى التطبيق، الذي بدأ للتو بيعه في متجر
Google Play.
كانت مدة مقاطع الفيديو 10 ثوانٍ فقط، لكن الطرح كان ناجحاً بما يكفي لرفع ما يسمى بـ “اللقطات” إلى 50 مليوناً في اليوم.
أتبع سناب شات ميزتين جديدتين وفي 2013 وهما “القصص” و”الدردشة”.
مكنت ميزة القصة مستخدمي Snapchat من نشر سلسلة من اللقطات التي ستظل نشطة وقابلة للعرض لمدة 24 ساعة.
ساعدت وظيفة الدردشة الخاصة بها على رفع Snapchat إلى أعلى هرم وسائل التواصل الاجتماعي.
تم تقديم Chat يسمح للمستخدمين بالتحدث مع بعضهم البعض في نافذة الدردشة عبر دردشة فيديو مباشرة.
قدم Snapchat أيضاً “قصتنا”، وهي وظيفة قصة أخرى مكنت مستخدمي Snapchat في جميع أنحاء العالم من نشر الصور ومقاطع
الفيديو من ألعاب الكرة والحفلات الموسيقية والتجمعات السياسية والمناسبات العامة الأخرى.
في وقت لاحق ، قدم Snapchat Geofilters، والتي سمحت لمستخدمي الموقع بتخصيص المحتوى الخاص بهم ونشر موقعهم في وقت
النشر.
كان عام 2014 عاماً مزدحماً، حيث طرح Snapchat في كانون الأول Snapcash، وهي ميزة المعاملات المالية التي تمكن عملاء
الموقع من إرسال واستقبال الأموال النقدية من مستخدمين آخرين، وإيداعها مباشرةً في حساباتهم المصرفية.
وبعدها قام Snapchat بتوسيع نطاق وصوله إلى المجال المالي من خلال Community Geofilters. الآن، أصبح مستخدمو
Snapchat قادرين على إنشاء مرشحات جغرافية خاصة بهم أو ببساطة شراء مرشحات ذات علامة تجارية لاستخدامهم الخاص.
وصل عدد مستخدمي Snapchat إلى 75 مليون مستخدم شهرياً. أصبحت الإعلانات منتشرة الآن على الموقع، مما منح الشركة مصدراً
ضخماً للإيرادات.
وظل الفيديو واحداً من أكثر إعلانات الشركة انتشاراً. الأدوات المستخدمة من قبل المستهلكين، مع ستة مليارات مقطع فيديو يومياً، بعد
ثلاث سنوات فقط من عرض الفيديو على الموقع.
وسرعان ما أنشأت الشركة رسمياً شركة أم، تسمى Snap, Inc.، وبدأت التحضير لطرح عام أولي بقيمة 25 مليار دولار، والذي سيبدأ
في عام 2017.
مشاكل وتحديات واجهت سناب شات
لقد واجهت Snapchat المشاكل والتحديات في مسيرة نجاحها كباقي الشركات حول العالم.
تم اختراق تطبيق Snapchat من قبل مجموعة مجهولة في نهاية عام 2013، مما أدى إلى الكشف عن المعلومات الشخصية لـ 4.6
مليون مستخدم.
اعتذرت الشركة عن الاختراق وأصلحت الاختراق ولم تتعرض لحادث أمني كبير في السنوات السبع التالية.
وفي العام التالي، توصلت سناب شات إلى تسوية مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، التي اتهمت الشركة بالمبالغة في العملية التي
استخدمتها لحماية خصوصية المستخدم، مشيرة إلى أنها لا تستطيع “ضمان” حذف رسائل المستخدم “في إطار زمني محدد. لم يتم فرض
رسوم رسمية على Snapchat من قبل لجنة التجارة الفيدرالية (FTC)، ولكن سيتم مراقبة الشركة على مدار العشرين عاماً القادمة.
وجد مؤسس Snapchat Spiegel نفسه في مأزق بعد دعوى قضائية عام 2015 رفعها موظف الشركة أنتوني بومبليانو، الذي استشهد
بتعليقات أدلى بها Spiegel مفادها أن الشركة مهتمة فقط بالتوسع في البلدان “الغنية” والابتعاد عن البلدان الفقيرة مثل الهند.
انخفضت أسهم سناب شات بنسبة 1% في أعقاب الدعوى القضائية، لكن الشركة لم تتعرض لأضرار دائمة، حيث قالت الشركة إن فكرة
قصر سناب شات على البلدان ذات الدخل المرتفع هي فكرة “سخيفة”.
الخاتمة
● بفضل فريق إدارة قوي، وديون منخفضة نسبياً، وقاعدة مستخدمين شغوفة (وشبابية)، فإن Snapchat في وضع رائع لتحقيق
النمو في المستقبل.
● يعتبر هذا حقاً قصة ملهمة ومثيرة للإعجاب بالنسبة لشركة فاقت التوقعات وتخطت المشاكل والتحديات وبرزت ونجحت بين
عشرات الشركات الأخرى في نفس المجال.
