ودع الملياردير انغفار كامبراد عالم المال والأعمال وهو الذي أسس شركة المفروشات الأكثر شهرة حول العالم « إيكيا »، وهو ، الذي
وافته المنية عن 91 عاماً، فيما وصفته الشركة في بيان لها بأنه « واحد من أعظم رجال الأعمال في القرن العشرين ».
تعتبر إيكيا واحدة من أشهر ماركات الأثاث في العالم، حيث يكاد لا يخلو منزل في العالم من منتج صنعته شركة « إيكيا » السويدية التي
انفردت بالكثير من الحلول المنزلية؛ رغم ذلك كله فإن رجل الأعمال والملياردير كامبراد يُعتبر أحد الأثرياء الغامضين والغائبين عن
الأضواء، كما أن أغلب الناس لا يعرفون الكثير عنه وعن ثروته الهائلة.
البداية المتواضعة والنهاية البرّاقة
عندما كان كامبراد صغيراً امتلك حلماً تجارياً فبدأ وهو في السادسة من عمره ببيع عيدان الثقاب لجيرانه على دراجته، وكان يقوم بشراء
كميات كبيرة منها بأسعار رخيصة جداً من العاصمة ستوكهولم، ثم يبيعها بشكل فردي بسعر منخفض، مع تحصيل ربح جيد.
وفيما كان الناس يشعلون أعواد ثقاب كامبراد، كانت تجارته تتوسع شيئاً فشيئاً، لينتقل بعدها إلى بيع الأسماك، وزينة أشجار الميلاد،
والبذور، وأقلام الحبر و الرصاص.
في عامه السابع عشر، بدأ كامبراد مرحلةً جديدةً في حياته، سينتهي المطاف بها إلى جعله واحداً على قائمة أكثر شخصيات الأرض ثراء
بالمال، وحينها كان كامبراد يعاني من إعاقة جراء إصابته بمرض ‘الدسلكسيا’، وهو اضطراب يجعل المُصاب يواجه صعوبة في القراءة
والهجاء.
وعندما أسس شركة إيكيا ، كان مصدر الأموال هو هدية والده بسبب تفوقه في الدراسة.
سبب التسمية
تم اختيار اسم الشركة من حروف اسم المؤسس بالإضافة إلى اسم المزرعة التي نشأ فيها.
وفي البداية لم تقدّم ‘إيكيا’ سوى الأغراض المنزليّة الصغيرة، والأغراض المكتبية البسيطة كالأقلام، والمحافظ، وإطارات الصور وأدوات
مشابهة.
وبعد عامين بدأ في استخدام شاحنات توزيع الحليب لنقل بضائعه، ثم قرر التخصص في الأثاث، فبدأ بجلب أثاث محلي الصنع.
تحديات المنافسين
لاقت هذه التجارة استجابة واسعة وذلك لتوفير المساحة التي تطلبها المفروشات والتخفيف من كلفة الشحن ابتكر كامبراد فكرة بيع
مفروشات يقوم الزبون بجمعها، وللترويج لسلعته بشكل أكبر قرَّر الشاب نشر إعلان للتعريف بعلامته، وبعدها أطلق كتالوجاً خاصاً،
وفتح صالة للعرض للوصول إلى المزيد من المستهلكين، ومع السنوات قدَّم العديد من الأفكار المفيدة للزبائن.
وخلق نجاح كامبراد أعداءً له، ففي العام 1955، عاداه بعض تجار الأثاث السويديون آنذاك بسبب الأسعار المنخفضة التي يبيع منتجاته
بها للزبائن، واتخذ التجار قراراً بمقاطعة الموردين الذين يتعاملون من كامبراد، في محاولة لدفن ‘إيكيا’ حديثة العهد.
ولم يقف كامبراد مكتوف الأيدي، فمن جهة صمم قطع الأثاث في شركته، ومن جهة ثانية كان يشتري المواد الخام من بعض الموردين
في السر، بعيداً عن الأنظار، وفي ذلك الوقت كان بيع منتجاته يتزايد.
ووجد كامبراد نفسه مضطراً للبحث عن الأفضل، فسافر إلى بولندا لشراء الخشب من هناك، مستعيناً بعلاقات تجارية جديدة لتدعم
مسيرته التجارية، كما سعى للاهتمام بالعملاء من خلال تقديم القهوة والكعك داخل المتجر، وهذا سبب أساس شعبية المطاعم الموجودة
داخل المتاجر في هذه الأيام.
تطورات الشركة
توسَّعت الشركة بشكل كبير لتصبح أكبر شركة أثاث في العالم تشتهر بتصاميمها البسيطة التركيب وأسعارها الجذابة التي تتحدى فيها
المنافسين من نفس الفئة التجارية.
وواصل الملياردير الشهير العمل إلى آخر أيام حياته، ولم يتنح عن رئاسة مجلس إدارة الشركة إلا في عام 2013، ليفسح المجال لابنه
الأصغر.
وفي العام 2016 بلغت مبيعات الشركة 36,4 مليار يورو، وتنتشر فروع للشركة في كثير من الدول حول العالم.
الخاتمة
● استعرضنا لك قصة نجاح انغفار كامبراد الذي يعتبر أيقونة للنجاح والاجتهاد والسعي والإصرار في مسيرة حياته التي كافح فيها
من أجل الوصول إلى ما وصل إليه.
● تعتبر قصة شركة إيكيا ملهمة للبدء بالتجارة والعمل مهما كانت البداية خجولة ومتواضعة.
● إذا أردت الاطلاع على المزيد من قصص النجاح فبإمكانك تصفح المدونة وسنكون سعداء بذلك.