يمثل الذكاء الاصطناعي أهم مخرجات الثورة الصناعية الرابعة لتعدد استخداماته في المجالات العسكرية والصناعية والاقتصادية والتقنية
والتطبيقات الطبية والتعليمية والخدمية.
يمكننا القول أن الذكاء الإصطناعي يفتح الباب لإبتكارات لاحدود لها، إذ أنه مع التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع وما يشهده العالم
من تحولات سيكون الذكاء الصناعي محرك التقدم والنمو والازدهار خلال السنوات القليلة القادمة، وبإمكانه وبما يستتبعه من ابتكارات
أن يؤسس لعالم جديد قد يبدو الآن من طرق الخيال.
ولتعزيز تطوير وتسريع تفعيل تطبيقات الذكاء االصطناعي على كافة المستويات الحكومية والخاصة، انتهجت المملكة العربية السعودية
العديد من الآليات لهذا الغرض ومنها تنمية وتطوير الكفاءات العلمية المتخصصة والقدرات المحلية في مجال الذكاء االصطناعي،
وتدريب موظفي الحكومة من خلال إشراكهم في دورات متخصصة في علم البيانات، وخلق ثقافة الذكاء الاصطناعي لدى فئات المجتمع
لتسهيل انتشار استخدام التطبيقات التي تعتمد على هذه التقنيات وخلق المواطن الرقمي القادر على التعامل معها.
وصاغ عالم الحاسوب الأميركي “جون ماكارثي” مصطلح الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في خطاب ألقاه في المؤتمر الدولي الثاني
عن الآلات الذكية في عام 1955، حيث عرّفه بأنه فرع من علم الحاسوب مهتم بإنشاء آلات ذكية، أي آلات يمكنها أداء المهام التي
تتطلب الذكاء البشري.
وترجع جذور الذكاء الاصطناعي بصفته مجالاً للدراسة إلى الأيام الأولى للحوسبة، إذ إنه فرع من علوم الحاسوب يتعامل مع إنشاء
وكلاء أذكياء، وهي أنظمة يمكنها التفكير والتعلم والتصرف بشكل مستقل.
وتتناول أبحاث الذكاء الاصطناعي مسألة كيفية إنشاء أجهزة حاسوب قادرة على اتباع سلوك ذكي.
ولدى الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي عدد من الاستخدامات ضمن العديد من المجالات المختلفة، مثل التعرف على الصور
والتعرف على الصوت ومعالجة اللغة الطبيعية.
كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض في وقت مبكر، وتخطيط المدن بشكل أفضل، وإدارة مواردنا بشكل أكثر كفاءة.
ويعود التاريخ الحديث لتطوير الذكاء الاصطناعي إلى منتصف القرن العشرين، حيث بدأ علماء الحاسوب في ابتكار خوارزميات قادرة
على إنجاز المهام التي تحتاج عادة إلى ذكاء بشري، مثل حل المشكلات أو التعرف على الأنماط.
لاتقلق في زخامة المعلومات التي ذكرناها آنفاً فنحن في صدد الدخول في الشرح وتبسيط الأمر لك في هذا المقال فتابع القراءة.
جدول المحتويات :
- ماهي ماهية الذكاء الإصطناعي ؟
- ماهي مجالات تطبيق الذكاء الإصطناعي ؟
- ما العوامل الدافعة لاعتماد الذكاء الاصطناعي؟
- ماهي العوائق لتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي ؟
- لماذا نحن بحاجة إلى خلق الثقافة المناسبة بما يخص الذكاء الإصطناعي ؟
- الخاتمة
ماهي ماهية الذكاء الإصطناعي ؟
لتوضيح ماهية الذكاء االصطناعي يتعين أولاً تحديد المقصود بالذكاء الإنساني الذي يرتبط بالقدرات العقلية مثل القدرة على التكيف مع
ظروف الحياة والإستفادة من التجارب والخبرات السابقة والتفكير والتحليل والتخطيط وحل المشاكل والإحساس بالآخرين، بالإضافة إلى
سرعة التعلم واستخدام ما تم تعلمه بالشكل السليم والمفيد.
أما الذكاء الإصطناعي فهو محاكاة لذكاء الإنسان وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج للحاسب تكون قادرة على محاكاة السلوك الإنساني
المتسم بالذكاء، ويوجد الذكاء الاصطناعي حالياً في كل مكان حولنا، بداية من السيارات ذاتية القيادة والطائرات المسيرة بدون طيار
وبرمجيات الترجمة وغيرها الكثير من التطبيقات المنتشرة في الحياة.
ماهي مجالات تطبيق الذكاء الإصطناعي ؟
إذا أردنا الإسهاب في التفاصيل فهناك مئات بل وآلاف المجالات التي يمكن استخدام الذكاء الإصطناعي فيها ولكننا نقوم بتلخيصها
كالتالي :
● العديد من المجالات العسكرية والصناعية والإقتصادية والتقنية والطبية والتعليمية والخدمية.
● في مجال السيارات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار
● الروبوتات أو الإنسان الآلي: وهو جهاز ميكانيكي مبرمج للعمل مستقل عن السيطرة البشرية، ومصمم لأداء أعمال وإنجاز
مهارات حركية ولفظية محاكية للتي يقوم بها الإنسان البشري الطبيعي.
● المفاعلات النووية وتمديد الأسلاك وإصلاح تمديدات سلكية تحت الأرض واكتشاف الألغام وصناعة السيارات.
● التحكم بالسكك الحديدية و الأجهزة الذكية القادرة على القيام بالعمليات الذهنية كفحص التصاميم الصناعية، ومراقبة العمليات
واتخاذ القرار.
● المحاكاة المعرفية باستخدام أجهزة الكمبيوتر مثل اختبار النظريات حول كيفية عمل العقل البشري والوظائف التي يقوم بها
كالتعرف على الوجوه المألوفة والأصوات أو التعرف على خط اليد ومعالجة الصور واستخلاص البيانات والمعلومات المفيدة
منها وتفعيل الذاكرة.
● التطبيقات الحاسوبية في التشخيص الطبي بالعيادات والمستشفيات واجراء العمليات الجراحية
● .تحليل البيانات الإقتصادية كالبورصة وتطوير أنظمة تداول الأسهم و برامج الألعاب كألعاب الشطرنج وألعاب الفيديو.
● أنظمة الترجمة الآلية للغات بشكل فوري. والرد على الأسئلة بإجابات مبرمجة مسبقاً.
● خدمات المنازل الذكية، والأسلحة ذاتية العمل، والهواتف، وأجهزة التلفاز، ومئات التطبيقات الأخرى.
ما العوامل الدافعة لاعتماد الذكاء الاصطناعي؟
هناك ثلاثة عوامل تحث على تطوير الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات
● توفر إمكانية الحوسبة عالية الأداء بسهولة وبأسعار معقولة. إن وفرة قدرة الحوسبة في مجال الأعمال في السحابة، مكّن من
الوصول السهل للقدرة على الحوسبة بأداء عالٍ وبأسعار معقولة. وقبل هذا التطور، كانت بيئات الحوسبة الوحيدة المتاحة
للذكاء الاصطناعي غير قائمة على السحابة وتحتاج إلى تكاليف باهظة.
● وجود كميات كبيرة من البيانات المتاحة للتعلم. يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى التعلم من خلال الكثير من البيانات لإجراء
التنبؤات الصحيحة. تتيح سهولة تسمية البيانات والتخزين والمعالجة الميسورة التكلفة للبيانات المنظمة وغير المنظمة مزيداً من
التدريب وإنشاء الخوارزميات.
● توفر تقنية الذكاء الاصطناعي التطبيقي ميزة تنافسية. تدرك الشركات بشكل متزايد الميزة التنافسية لتطبيق رؤى الذكاء
الاصطناعي على أهداف الأعمال وجعلها أولوية على مستوى الأعمال. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد التوصيات
المستهدفة التي تقدمها تقنية الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات أفضل بشكل أسرع. كما يمكن للعديد من ميزات وقدرات
الذكاء الاصطناعي أن تؤدي إلى خفض التكاليف وتقليل المخاطر وتسريع وقت الوصول إلى السوق وغير ذلك الكثير.
ماهي العوائق لتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي
على الرغم من وعود الذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض الشركات لا تدرك الإمكانات الكاملة للتعلم الآلي ووظائف الذكاء
الاصطناعي الأخرى. لماذا؟ من المفارقات، اتضح أن المشكلة تكمن، في جزء كبير منها، في الناس. كما أن تدفقات العمل غير
الفعالة قد تمنع الشركات من الحصول على القيمة الكاملة لعمليات تنفيذ الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
على سبيل المثال، قد يواجه علماء البيانات تحديات في الحصول على الموارد والبيانات التي يحتاجونها لإنشاء نماذج التعلم
الآلي. وقد تكون لديهم مشكلة في التعاون مع زملائهم في الفريق. ولديهم العديد من أدوات المصادر المفتوحة لإدارتها، بينما
يحتاج مطورو التطبيقات في بعض الأحيان إلى عملية إعادة ترميز شاملة للنماذج التي يقوم علماء البيانات بتطويرها قبل أن
يتمكنوا من تضمينها في تطبيقاتهم وهنا يجب علينا توضيح النقاط التالية :
1- التحيز: ويعد مشكلة رئيسية في الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تتعلم أنظمة الذكاء الاصطناعي التحيزات
الموجودة في البيانات التدريبية، مما يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو غير دقيقة، وقد تحدد أنظمة التعرف على
الوجه إلى الأشخاص السود بشكل خاطئ على أنهم مجرمون أكثر من الأشخاص البيض.
2- الأمان: فأنظمة الذكاء الاصطناعي تتعرض للهجمات، ويمكن استخدام هذه الهجمات لأغراض ضارة، مثل نشر
المعلومات المضللة أو سرقة البيانات أو حتى إلحاق الضرر بالبشر، ويمكن استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي
لنشر الأخبار المزيفة أو اختراق أنظمة التحكم في المركبات ذاتية القيادة.
3- الكيفية: قد يكون من الصعب تفسير كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن يؤدي هذا إلى نقص الثقة
في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقد لا يفهم المستخدمون سبب اتخاذ أنظمة الذكاء الاصطناعي قرارات معينة،
مما قد يؤدي إلى عدم الثقة في هذه الأنظمة.
4- المسؤولية: يعد من غير الواضح من هو المسؤول عن الأضرار التي تسببها أنظمة الذكاء الاصطناعي، ويمكن
أن يؤدي هذا إلى نزاعات قانونية وأخلاقية، حيث من الصعب تحديد المسؤول عن الحادث الذي تسببت فيه
سيارة ذاتية القيادة، فهل المسؤول هو الشركة التي صنعت السيارة أم الشخص الذي كان يقود السيارة أم نظام
الذكاء الاصطناعي؟
ندرك أننا نعيش في عصر محفوف بالابتكار والتحولات الرقمية، حيث تمثل هذه التكنولوجيات المتقدمة جسراً يربط بين
إمكانيات الإنسان وآفاق المستقبل.
ويحمل الذكاء الاصطناعي وعداً كبيراً بتحسين جودة حياتنا وتسهيل العديد من المهام، حيث إنه ليس مجرد أداة تقنية،
بل شريك يعزز قدراتنا ويفتح أفقاً جديداً للاكتشاف والتقدم.
لماذا نحن بحاجة إلى خلق الثقافة المناسبة بما يخص الذكاء الإصطناعي ؟
إن تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي، وتجنب المشكلات التي تمنع نجاح عمليات التنفيذ، يعني خلق ثقافة عامة بين
الفرق تدعم بشكل كامل النظام البيئي للذكاء الاصطناعي. في هذا النوع من البيئات.
● يعمل محللو الأعمال مع علماء البيانات لتحديد المشاكل والأهداف.
● يقوم مهندسو البيانات بإدارة البيانات والنظام الأساسي للبيانات، بحيث يتم تشغيلها بالكامل من أجل عمليات التحليل
● يقوم علماء البيانات بإعداد البيانات واستكشافها وتصورها ونمذجتها على نظام أساسي لعلوم البيانات.
● يتولى مهندسو تكنولوجيا المعلومات إدارة البنية التحتية الأساسية اللازمة لدعم علوم البيانات على نطاق واسع، سواء في
مكان العمل أو في السحابة.
● يقوم مطورو التطبيقات بنشر نماذج في التطبيقات لإنشاء منتجات تعتمد على البيانات.
الخاتمة
● رغم محاولتنا في التوسع في الشرح والتوضيح إلا أن الذكاء الإصطناعي علم واسع ولايمكننا تلخصيه في مقال واحد ولا حتى
عشرة مقالات ولذلك يجب عليك البحث أكثر والقراءة أكثر إذا أردت المعرفة أكثر مما ذكر .
● يشمل الذكاء الإصطناعي أغلب جوانب حياتنا الحالية وبات اليوم أمراً لايمكن الإستغناء عنه ولا حتى الإستمرار بدونه فهو خير
علم قد ساهم بتغيير شكل الحياة بكل تفاصيلها ومازال يقوم بهذا بأشكال مختلفة مع مرور الوقت.