من فكرة بالصدفة إلى إحدى أهم شركات نقل الأشخاص حول العالم (أوبر)

يقال بأن الحاجة أم الإختراع وهذا بالظبط ماحصل في هذه القصة التي بدأت بحاجة وانتهت بإختراع سهّل شكل الحياة وجعلها أبسط
وأكثر راحة، حيث إنه يقال أن مؤسس الشركة ترافيس كالانيك Travis Kalanick، كان في إحدى أسفاره إلى مدينة باريس في فرنسا
لحضور مؤتمر، وحينها تفاجئ بتعكر حالة الطقس وهطول أمطار و ثلوج ، إلى جانب انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير ، وحينها لم
يستطع ترافيس و صديقه جاريت الحصول على سيارة تاكسي للولوج إلى الفندق.
هنا لمعت الفكرة لإنشاء تطبيق مهمته أن يقوم بالتنسيق بين سائقي سيارات الأجرة مع الزبائن بضغطة زر واحدة و بدون الحاجة للبحث
و الإنتظار في مختلف الظروف الجوية.
كيف بدأت القصة ؟
بعد إنتهاء ترافيس من المؤتمر وعودته مع صديقه إلى مدينة سان فرانسيسكو، قام الصديقان ترافيس وجاريت بأول خطوة، و هي
الاتصال بعينة كبيرة من سائقي سيارات الأجرة و سؤالهم عن حالة السوق، فكانت الإجابة أن أغلبيتهم يعانون من تدني العائدات و عدم
حصولهم على عمولات كبيرة، إضافة إلى التكاليف الباهظة للمهنة و التي تجعلهم في عجز عن توفير عائدات مريحة، تتوافق مع ساعات
عملهم الطويلة.
بعد هذه الخطوة، و الحصول على أرقام مهمة بخصوص السوق و قيمته، اتفق ترافيس و جاريت على البداية بالربط بين سائقي التاكسي
و الشاحنات بأرقام الزبائن المهمين.
قاموا بهذه المهمة يدوياً في البداية، وكانت القدرة فقط في إمكانية الربط عن طريق الاتصال، أو خدمة الرسائل أو  google docs يقوم
فيها المستعمل بإدخال بياناته لحجز السيارة أو الشاحنة.
بعد دراسة السوق و العمل عن طريق الرسائل الخاصة و بيانات جوجل لفترة كافية، اتضحت فكرة أن هناك ملائمة كبيرة بين المنتوج و
السوق . مر فريق العمل من خلالها إلى فكرة إنشاء تطبيق أوبر uber في مده ثلاثة أشهر، ثم العمل بعد ذلك بشكل كبير على تحسين
التصميم الخاص بالتطبيق و هي تجربة فريدة،فأن تقوم بعمل ذلك يدوياً، رسائل نصية بالإضافة إلى جمع البيانات، يعني أن تفهم بشكل
دقيق ما يحتاجه تطبيقك في المستقبل.  فأول ما يلاحظه المستعمل للتطبيق هو البساطة و العمل بطريقةالنقرة الواحدة.
فالطريقة الوحيدة لعمل شيء يبدو بسيطاً هو أن تكون خبيراً وعلى دراية كافيه فيه ، ولكي تصبح خبيراً به هو أن تقوم بذلك يدوياً، هذه
العملية جعلت المؤسسين بمثابة المحترفين في الحجز و الإستعلام، لأنهم عاينوا كيفية القيام بذلك و تعقيداته منذ البداية المتواضعة البسيطة
والتي كانت يدوية بالكامل، وهو ما جعل النقلات التالية ممتازة على كل الأصعدة.
إذاً القصة كلها كانت بمحض الصدفة البحتة ولكن هذه الصدفة كانت حجر الأساس في تحسين وإدخال السعادة على معيشة الملايين من
الأشخاص، وبعدها قد جعلت مئات الآلاف حول العالم أغنياء، كما قضت على البطالة في بلدان متعددة.
البداية الإحترافية لأوبر
بدأت “أوبر” في الانطلاق والتحليق في سماء العالمية بحلول عام 2012 حين وصلت خدماتها إلى نحو 58 دولة وأكثر من 300 مدينة
في أصقاع العالم ، وبفضلها أصبح التنقل أكثر سهولة للملايين ممن كانوا يعتمدون على سيارات الأجرة التقليدية.
وبلغ رأس مال الشركة 44 مليون وخمسمائة ألف دولار، وغيرت الشركة اسمها من أوبر كاب إلى أوبر، وأصبحت الشركة متعددة
الجنسيات ورأس مالها يحمل أعلام بلدان متعددة.
وبالرغم من هذا النجاح منقطع النظير، إلا أن “أوبر” لم تدخل منطقة الشرق الأوسط إلا منذ فترة قريبة، ومن جهة أخرى قام بعض
الأفراد بتطبيق نفس الفكرة في المنطقة العربية ولكن بأسماء ورؤوس مال لا ترتبط بأصحاب الفكرة الأساسيين ترافيس وجاريت.

تحديات لا بد منها
يقال بأن النجاح الذي لايلاقي أعداء ليس نجاحاً على الإطلاق وخاصةً أن نجاح أوبر لاقى مناهضين له بكثرة وكارهين لهذه الفكرة
الرائعة وكانوا هؤلاء المناهضين لا يستندون على فكر أو ثقافة مختلفة بل إن صراع المال كان هو المتنازع عليه في هذه القضية التي
تحولت للبعض إما حياة أو موت.
هؤلاء هم سائقوا التاكسي في معظم بلدان العالم التي يتم استخدام أوبر ضمنهاوهذا قد يعكس لقارئ المشهد مدى نجاح هذا التطبيق وتحكم
التكنولوجيا الحديثة .
وانطلاقاً من فكرة الدفاع عن لقمة العيش، خرج الملايين من سائقي التاكسي حول العالم في تظاهرات مناهضة لتطبيق “أوبر” الذي يجعل
من فكرة الإستغناء عن خدمات التاكسي الاعتيادي أمراً ظاهراً وواضحاً .
ووصل الأمر في بعض الدول إلى مقاضاة الشركة من السائقين والحكومات، وانتصر القضاء للسائقين في بعض الدول فيما وقف قضاء
دول أخرى إلى جانب “أوبر”.
ولكن كل هذا لم يوهن من عزيمة الشركة على المضي قدماً في النجاح فهي لم تتوقف إطلاقاً بل على العكس زاد رأس مال الشركة من
200 ألف دولار أمريكي في عام 2009 ليصل إلى 63 مليار دولار أمريكي في عام 2016.
أوبر وتطبيق توصيل الأطعمة
أعلنت أوبر في عام 2020 استحواذها على تطبيق توصيل الطعام «بوتسميت»، عبر شرائها لجميع أسهم الشركة في صفقة ضخمة
بلغت قيمتها 2.6 مليار دولار والتي كانت الخطوة التصحيحية التي تعد جزءاً من استراتيجية تعويض الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا
حيث وصل سهم شركة أوبر إلى أعلى مستوى له منذ إطلاقه.
بالإضافة إلى ذلك تؤثر خدمة أوبر إيتس (Uber Eats) على مطعمك بشكل ملحوظ. فعندما يُعرض طعامك في التطبيق، يتمكن العملاء
الجدد من اكتشافه، كما يتمكن العملاء القدامى من الاستمتاع بوجباته بصورة أكبر من ذي قبل، بينما يعمل موظفو التوصيل الذين
يستخدمون تطبيق أوبر على توصيل الطعام سريعاً، وتقديمه بأعلى جودة ممكنة.
تفكير أوبر خارج الصندوق
تمتلك أوبر برنامج أوبربول، الذي يسمح للسائقين بجمع عدة ركاب في رحلة واحدة، فيوفر تنقلاً أرخص للعامة.
عقدت أوبر في عام 2017 شراكة مع بنك باركليز لإصدار بطاقات الائتمان في الولايات المتحدة.
المنافسة بين شركة أوبر وشركة ليفت
كبقية باقي الشركات والتطبيقات نشأت روح تنافسية كبيرة بين أوبر وليفت ففي عام عام 2014 تبادلت الشركتان الاتهامات بشأن تعطيل
سائقي وموظفي الشركتين الرحلات على بعضهم أي المضاربة المباشرة، اعترف مالك الشركة والمؤسس لها السيد كالانيك بمحاولته
إعاقة محاولات شركة ليفت جمع التبرعات عبر مجلة فانيتي فاير.
خطوات طلب سيارة في تطبيق أوبر
كما ذكرنا سابقاً فإن أوبر تركز على تجربة التنقل بشكلها السهل والسلس إذ لايتوجب عليك القيام بالكثير للحصول على تنقل آمن وسريع
وإنما يتطلب منك الأمر عدة نقرات على هاتفك لكي يتم الأمر وهي مكونة من سبعة خطوات بسيطة كالتالي:

1- قم بتنزيل تطبيق أوبر من متجر غوغل بلاي أو من أب ستور، مع العلم أنه يمكنك ان تطلب سيارة عن طريق المتصفح على
هاتفك عوضاً عن استخدام التطبيق الخاص لأوبر.
2- قم بإنشاء حسابك على أوبر باستخدام بريدك الإكتروني أو رقم هاتف صالح.
3- قم بإدخال وجهتك في حقل الوجهة ” إلى أين ” واضغط لتأكيد موقع الإلتقاء مرة أخرى على تأكيد لإتمام مطابقتك بالسائق
المناسب لموقعك.
4- تتبع وصول السائق على الخريطة وعندما يكون على مقربة منك قم بالتوجه للنقطة الموعودة.
5- تأكد من ركوب السيارة الصحيحة والتي تتوافق مع طلبك من خلال مطابقة لوحة ترخيص السيارة ونوعها ولونها وصورة السائق
التي تعرض على التطبيق حين القيام بإنشاء طلب التنقل.
6- اجلس في السيارة واستمتع برحلة آمنة ومضمونة مع العلم أن أوبر توفر لك خيارات دفع متنوعة تتناسب مع ماترغب فيمكنك
الدفع نقداً أو باستخدام إحدى طرق الدفع بمافيها البطاقات الإئتمانية أو رصيدك في أوبر كاش.
7- قم بتقييم رحلتك في أوبر وبإمكانك ان تضيف رأيك الإيجابي أو إضافة إكرامية للسائق عبر التطبيق.
الخاتمة
● استعرضنا لك القصة التي ترد بخصوص نشأة التطبيق منذ البداية كونها فكرة في رأس الصانع لها السيد ترافيس ولحين وصولها
إلى إحدى أكبر وأهم شركات النقل حول العالم.
● تُعد أوبر من بين أكثر الشركات الناشئة شعبيةً في العالم، وقد أثارت الاهتمام كونها الشركة الناشئة الأعلى قيمة، إضافةً إلى
تأثيرها في مجال النقل التقليدي.
● بالرغم من التحديات والقضايا التي رفعت ضد الشركة إلا أن الشركة لم تتوانى في مسيرة نجاحها وتوسعها، الأمر الذي أوصلها
للشهرة العالمية التي نعرفها بها الآن.
● أصبحت تعرف الآن كيفية طلب سيارة من تطبيق أوبر بخطوات سبعة بسيطة تمكنك من استخدام التطبيق دون الخوف من الوقوع
في خطأ أو ضياع الوقت في عملية الطلب.