مستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية طفرة كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية، وهي مرشحة لمستقبل واعد في
هذا القطاع.
في ظل حرص الحكومة على تنويع الأنشطة الاقتصادية ،وتحفيز التحول الرقمي، وتشجيع الابتكار فإن
التجارة الإلكترونية على موعد مع انتشار كبير.
في هذا المقال، سوف نلقي نظرة فاحصة على مستقبل التجارة الإلكترونية واهم اتجاهات التجارة
الالكترونية الحديثة.
وسنستعرض أيضاً أهم الحقائق والأرقام المتعلقة بها، وأحدث مجالاتها في السعودية، واستخدامات الذكاء
الاصطناعي في هذه المجالات.
لنبدأ باستعراض بعض الحقائق والأرقام المهمة المتعلقة بواقع ومستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية.
جدول المحتويات :
 مستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية: حقائق وأرقام
 و ما هي التجارة الإلكترونية الأكثر ربحا؟
 أحدث مجالات التجارة الإلكترونية

  • التجارة الاجتماعية (Social Commerce)
  • التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة (Mobile Commerce)
  • التجارة الإلكترونية بنظام الاشتراك (Subscription-based models)
     استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية
     الخاتمة
    مستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية: حقائق وأرقام
    إذا كنت تتساءل هل التجارة الالكترونيه لها مستقبل؟
    فالإجابة هي بالطبع نعم، التجارة الإلكترونية لها مستقبل واعد. فالإحصائيات والتوجهات الحالية تشير إلى
    زيادة مستمرة في حجم التجارة الإلكترونية على مستوى العالم. كما يسهم التقدم التكنولوجي وانتشار
    الإنترنت والتحسينات المستمرة في تجربة المستخدم، وتزايد إقبال المستهلكين على الشراء عبر الإنترنت في
    دفع نمو التجارة الإلكترونية.
    وفي هذا الإطار تمثل الحالة السعودية دليلاً واضحاً على ما تتمتع به التجارة الرقمية من فرص مستقبلية
    مثمرة.

فقد تطور نشاط التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية بشكل لافت في الآونة الأخيرة، نتيجةً
لتوافر الأطر القانونية والتنظيمية الملائمة، وتوافر البنية التحتية التكنولوجية المناسبة، المتمثلة في انتشار
تغطية الإنترنت (التي تبلغ 98%)، والزيادة الهائلة في استخدام الهواتف الذكية.
ومع إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، اكتسبت التجارة الإلكترونية قوة دفع كبيرة باعتبارها إحدى
الركائز الأساسية التي تدعم هذه الرؤية، وتحفز التجار والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب المشاريع
الصغيرة والمتوسطة.
ويتسم سوق التجارة الإلكترونية في السعودية بإمكاناته الهائلة والواعدة، فهو يحتل المرتبة الـ27 بين
الأسواق الأكبر للتجارة الإلكترونية على مستوى العالم، بعدد مستخدمين من المتوقع أن يصل إلى 28.48
مليون مستخدم خلال السنوات الأربع القادمة.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات هذا السوق إلى 11.98 مليار دولار أمريكي خلال العام الحالي (2023)
كما تشير الإحصائيات إلى أن معدل نمو سوق التجارة  الإلكترونية في السعودية من المتوقع أن
يبلغ 13.90% خلال الفترة (2023-2027)، مما ينتج عنه حجم سوق متوقع قدره 20.16 مليار دولار
أمريكي بحلول عام 2027.
هذه الإحصاءات التي تشير إلى المستقبل المزدهر للتجارة الحديثة قد تثير لدى الكثيرين هذا التساؤل: هل
فعلا التجارة الالكترونية مربحة؟
نعم، التجارة الإلكترونية يمكن أن تكون مربحة بشكل كبير، ولكن هذا يعتمد على عدة عوامل، من أهمها:
 مستوى جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة.
 استراتيجية التسعير والترويج المناسبة.
 مدى فهم احتياجات السوق وتوجهات المستهلكين.
 مدى كفاءة إدارة الأنشطة التشغيلية وعمليات الشحن والتوصيل.
 مستوى جودة  تجربة المستخدم وسهولة التنقل في موقع المتجر الإلكتروني.
 حجم التكاليف الأولية لإنشاء وصيانة المتجر الإلكتروني.
و ما هي التجارة الإلكترونية الأكثر ربحا؟
وفقاً لتقرير إنفاق المستهلكين في السعودية 2022، تتمثل أكثر القطاعات ربحية في مجال التجارة
الإلكترونية في السوق السعودي في:
 قطاع المشروبات والأطعمة.

 قطاع المطاعم والمقاهي.
 قطاع الملابس والأحذية.
 قطاع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية.
 قطاع الترفيه والثقافة.
ومن المهم الأخذ في الاعتبار أن ربحية هذه القطاعات قد تختلف بناءً على عوامل مثل مستوى الطلب في
السوق، والمنافسة وتفضيلات المستهلكين.
أحدث مجالات التجارة الإلكترونية
مجالات هذا النمط التجاري غير التقليدي متنوعة، وتشمل العديد من القطاعات والأنشطة، من أهمها:
 تجارة التجزئة عبر الإنترنت: تتضمن بيع المنتجات المختلفة مثل الملابس والإكسسوارات
والإلكترونيات والمنتجات الغذائية والمستحضرات التجميل عبر منصات التجارة الإلكترونية.
 التجارة الإلكترونية بين الشركات (B2B): تشمل العمليات التجارية الإلكترونية بين المؤسسات أو
الشركات، مثل شراء وبيع المواد الخام والمكونات والمعدات بين الشركات عبر الإنترنت.
 خدمات السفر والسياحة: تشمل حجوزات الطيران والفنادق ورحلات السفر والتجارة الإلكترونية
للخدمات السياحية والترفيهية.
 التعليم والتدريب عبر الإنترنت: يتمثل في توفير المواد والبرامج التعليمية والدورات التدريبية من
خلال الإنترنت.
 الخدمات المالية: تتضمن الخدمات المصرفية، والتحويلات المالية، والتأمين، والاستشارات المالية
التي يتم تقديمها عبر الإنترنت.
 الخدمات الاستشارية والمهنية: تتضمن تقديم الخدمات الاستشارية والمهنية، مثل الاستشارات
القانونية والمحاسبية والتسويقية.
أما أحدث مجالات التجارة الإلكترونية، والتي تكتسب شعبية متزايدة في أوساط المستخدمين يوماً بعد يوم،
فتتمثل في:
التجارة الاجتماعية (Social Commerce)
وهي تعتمد على استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي لبيع المنتجات أو الخدمات، ويتيح هذا النوع
من التجارة الإلكترونية للمتاجر استغلال قوة الشبكات الاجتماعية للتواصل بشكل فعال مع أكبر عدد ممكن
من المستهلكين، وتيسير العمليات التجارية.

وتوفر منصات التواصل الاجتماعي، مثل انستقرام وواتساب وسناب شات وتيك توك، لمختلف أنواع
المتاجر قنوات ذات شعبية لعرض منتجاتها والتواصل مع جمهورها المستهدف وتعزيز المبيعات. فمن
خلال استغلال جاذبية المرئية وسائل التواصل الاجتماعي وميزاتها التفاعلية، يمكن للشركات تقديم تجارب
تسوق متميزة وبناء علاقات قوية مع العملاء.
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على التجارة الاجتماعية مع ازدياد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
وتفضيل المستهلكين للتسوق من خلال تلك القنوات.
ويعد معدل انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية من بين أعلى المعدلات على مستوى
العالم، مما يجعل السوق السعودي سوقاً مثالياً للتجارة الاجتماعية. 
التجارة الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة (Mobile Commerce)
مع انتشار استخدام الهواتف الذكية، اكتسبت التجارة المعتمدة على الجوال شهرة كبيرة في مجال التجارة
الإلكترونية، كما أصبح بناء مواقع ويب تجارية تتوافق مع الهواتف الذكية وتطوير تطبيقات محمول سهلة
الاستخدام أمراً ضرورياً للمتاجر لتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة.
وتتميز المملكة العربية السعودية بمعدلات عالية لانتشار الهواتف الذكية، حيث تعد الأجهزة المحمولة وسيلة
رئيسية للوصول إلى الإنترنت لدى العديد من المستهلكين،  مما يشجع المنصات والمتاجر الإلكترونية على 
تطوير تجارب شراء مبتكرة وسهلة متوافقة مع تطبيقات الهواتف الذكية من أجل جذب المستهلكين، وتحقيق
المزيد من المبيعات.
على سبيل المثال، توفر منصة زد خدمة تطبيق الجوال لإنشاء تطبيق خاص بمتجرك يعمل على
نظامي IOS وAndroid ، مما يساهم في جعل تصميم موقعك أكثر توافقاً مع الهواتف المحمولة.
التجارة الإلكترونية بنظام الاشتراك (Subscription-based models)
تتضمن هذه النماذج صناديق الاشتراك التي يتلقى فيها العملاء منتجات مختارة بانتظام، بالإضافة إلى برامج
العضوية التي توفر امتيازات حصرية وخصومات وتوصيات شخصية. وتعزز هذه النماذج العلاقات مع
العملاء وتزيد من ولاءهم على المدى الطويل، ويمكن أن تساعد المتاجر في إنشاء مصدر مستدام
للإيرادات.
وتحظى نماذج التجارة الإلكترونية القائمة على الاشتراك بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، حيث
توفر الراحة والتجارب المُخصصة للعملاء، مع ضمان إيرادات متكررة للمتاجر.
وفي هذا الإطار تقدم منصة زد تطبيق جرين بيل الذي يساعد المتاجر في زيادة العملاء الدائمين عن طريق
برامج الولاء المتنوعة، والتي تساهم في زيادة المبيعات وإدارة الأعمال التجارية بطريقة فعالة، بالإضافة
إلى تطبيقات أخرى مثل بونات ونظام الولاء أب.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية

ساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية بشكل كبير في تطوير طريقة عمل المتاجر
وأسلوب تفاعلها مع العملاء، نظراً إلى ما تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي من قدرة فائقة على تحليل كميات
ضخمة من البيانات وتحديد الأنماط الاستهلاكية واتخاذ قرارات ذكية، مما يؤدي إلى تعزيز تجربة العملاء
وزيادة الكفاءة.
 فيما يلي أبرز المجالات الرئيسية التي يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي فيها في التجارة الإلكترونية:
 التوصيات المخصصة:
يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات العملاء، بما في ذلك سجلات التصفح وسلوكيات
الشراء والتفضيلات، لتقديم توصيات مخصصة بمختلف أنواع المنتجات أو الخدمات. ويساعد ذلك الأعمال
على تقديم عروض واقتراحات مستهدفة، مما يحسن تجربة التسوق للعملاء ويحفز المبيعات.
 روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين:
تساهم روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تقديم دعم ومساعدة فورية للعملاء على مدار
الساعة، بما في ذلك الإجابة عن الاستفسارات والأسئلة المتكررة، وتوفير معلومات عن المنتجات، وحتى
إتمام المعاملات، مما يوفر الجهد والتكلفة ويقلل من الحاجة إلى التدخل البشري.
 التجارة الصوتية:
بواسطة المساعدين الرقميين الصوتيين المدعومين بإمكانات الذكاء الاصطناعي، يمكن للعملاء استخدام
الأوامر الصوتية للبحث عن المنتجات وتقديم الطلبات وتتبع الشحنات، مما يوفر تجربة تسوق سهلة
وبسيطة.
 البحث المرئي والتعرف على الصور:
باستخدام خوارزميات التعرف على الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل الصور لتحديد
الأشياء والأنماط، وحتى مطابقتها مع المنتجات المماثلة، مما يبسط عمليات العثور على السلع من خلال
تمكين العملاء من البحث عنها باستخدام الصور بدلاً من النص.
 الكشف عن الاحتيال وتعزيز مستوى الأمان:
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف ومنع الأنشطة الاحتيالية، من خلال تحليل سلوك العملاء،
ومراقبة المعاملات، والتحذير من الأنشطة المشبوهة، مما يضمن بيئة تجارة إلكترونية آمنة وموثوقة.
 تحسين أداء سلسلة التوريد:
يمكن لحلول الذكاء الاصطناعي دعم سلاسل التوريد من خلال تحسين إدارة المخزون وتوقعات الطلب
واللوجستيات، وتبسيط عمليات العمليات التشغيلية، وتقليل التكاليف، وضمان تسليم المنتجات في الوقت
المناسب.

الخاتمة
في ختام هذا المقال يمكن استنتاج التالي :
 مستقبل التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية مشرق ومليء بالفرص.
 بالتزامن مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا وتطور البنية التحتية الرقمية في المملكة، يُتوقع أن
يشهد هذا القطاع الحيوي نمواً مستداماً وزيادة في الاستثمارات.
 من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالمجالات الحديثة مثل التجارة الاجتماعية
والتجارة المعتمدة على الهواتف المحمولة، يمكن لرواد الأعمال والمتاجر في السعودية تحقيق نجاح
كبير وزيادة الربحية في هذا السوق الواعد.