إيجابيات وسلبيات الذكاء الإصطناعي 2024

يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج التي يقوم الإنسان بتهئيتها مسبقاً للقيام بذلك من أجل
محاكاة المقدرات الإنسانية وكيفية تجاوبها في كثير من المواقف مثل التعلم والحركة وردات الفعل والاستنتاجات وبعض السلوكيات
والكلمات والأوامر التي تفعلها تلك الآلات تقليداً للإنسان.
وفي عبارة أخرى يقول العلماء عن الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من
فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.
وخلال السنوات الأخيرة، تطور هذا الذكاء إلى مرحلة أو تقنية تسمى “التعلم العميق” والتي ترتكز بشكل رئيسي على تطوير
شبكات عصبية صناعية تماثل في طريقة عملها آلية عمل الدماغ البشري، بمعنى أنها قد تكون قادرة على انتهاج نهج التجريب
والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً دون الحاجة لتدخل الإنسان في ذلك.
ولأن كل شي في هذه الحياة له جانبان أحدهما مشرق والأخر مظلم فهذا ينطبق أيضاً على الذكاء الإصطناعي الذي يحمل الكثير
من الإيجابيات التي غيرت وستغير في حياتنا تفاصيلها بشكل جيد ولكن أيضاً يمكن أن يكون له بعض العيوب ولهذا السبب نكتب
لك هذا المقال لتتعرف عليها فيها بنا.
إيجابيات الذكاء الإصطناعي
تعددت مزايا الذكاء الإصطناعي واستخدام الشركات له في أوجه متعددة أيضاً وهنا نذكر لك بعضاً منها.
معالجة البيانات تخلو من الأخطاء
عندما يقوم الإنسان بتنفيذ المهام فقد يقع في أخطاء لأن هذا من طبيعته ولكن الآلات لايمكنها أن تقع في الخطأ إلى حد يفوق قدرة البشر
حيث أن استخدام الذكاء الإصطناعي قد زاد من الدقة في تنفيذ الكثير من المهام التي تقوم بها الآليات.
تعتمد الدقة في نتائج تنفيذ الآلات للمهام بشكل وثيق على جودة تصميم تلك الآلات للقيام بالمهمة وهو مايضمن لنا الوصول إلى نتائج
يمكننا الإعتماد عليها بشكل كبير وموثوق.
ولذلك، يمكن القول أن الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تفوقت على البشر من حيث الكفاءة وكم العمل المنجز ، نظرًا لتنفيذ
الخوارزميات المستخدمة في أداء الكثير من الإجراءات والتي تقلل بشكل كبير من الأخطاء.
دور الذكاء الإصطناعي في الوظائف التي تحمل طابع مكرر
عانى البشر من التعامل المتكرر مع الكثير من المهام الروتينية التي تعيد نفسها بشكل مماثل والتي تجعل الإنسان يشعر بالملل حين يقوم
بها وهذا مايقلل من كفاءة العمل المنجر الذي يسبب الكثير من الملل والتعب، ولكن جاء الحل في أذرع تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ أن
الأجهزة التي تعتمدها لا تحتاج إلى فترات راحة للتعافي من التعب وزيادة الإنتاجية، حيث يمكنها أداء تلك المهام ولفترات طويلة وعلى
مستوى عالِ من الكفاءة وهذا مايوفر الكثير من الوقت، وهو ما جعل المصنعون يستعينون بهذه التقنية لإنتاج السلع باستمرار من أجل
تلبية طلبات السوق.
التوفر الدائم
من أهم مميزات نظام الذكاء الاصطناعي، هي قدرته التشغيلية التي تستمر في تقديم الخدمات 24 ساعة في اليوم، على عكس البشر الذين
لا يمكنهم العمل لمدة أكثر من 8 ساعات يومياً.

وبالتالي، فإن هذه الميزة تضمن استمرار هذا النظام في تقديم الخدمات طيلة الوقت والذي يلبي حاجات المستخدمين في كثير من الأمور
التي تتطلب تواجد دائم مثل خدمة العملاء والرد على الاستفسارات عبر الإنترنت وغيرها.
حوكمة الأمور بشكل منطقي
يتميز نظام الذكاء الاصطناعي عند اعتماده في الأجهزة بأنه لا يتأثر بالعواطف، وهو ما يمكنه من اتخاذ القرارات المنطقية بعيداً عن أي
انحياز واعي أو غير واعي مثل الذي قد يقع فيه البشر في كثير من الحالات.
تقديم الدعم الرقمي
كل التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم الرقمي لأداء مهام عديدة، وهو ما يعزز توفير الكثير من الموارد البشرية.
ومن مميزات المساعدين الرقميين أنهم يساعدون الأفراد في حياتهم اليومية،  مثل خرائط Google.
السرعة في اتخاذ القرارات
يساعد نظام الذكاء الاصطناعي على اتخاذ القرارات بشكل سريع يفوق سرعة البشر في ذلك ، من خلال المراجعة الرقمية السريعة
لجميع الجوانب ذات الصلة ومعالجتها بشكل يماثل مايقوم به الإنسان، وبالتالي تحصل الشركات على ميزة تنافسية، لأن هذا النظام يوفر
لها الوقت الكافي لاتخاذ قرارات أفضل وتطوير أعمالها.
المقدرة على استخدام الذكاء الإصطناعي في حالات قد تكون خطيرة على البشر
لا شك أن الإنسان لايمكنه أن يقحم نفسه في تجربة قد تودي في حياته مثل استكشاف أعمال البحار، ولكن يمكن للذكاء الإصطناعي
المساعدة وهذا مايحمي البشر ويوفر عليهم هذه المخاطرة إذا تم استخدامه بشكل مناسب، وبالتالي يتمكن العلماء من إجراء الاختراعات
بأدنى حد من المخاطر على حياة الإنسان.
تعزيز مشاركة المستخدم
مثل التوصية بمحتويات معينة أو توصيات التسوق عبر الإنترنت أو منتجات محددة أو خدمات معينة وغيرها الكثير.
سلبيات وعيوب الذكاء الإصطناعي
يجب أن نذكر هذا الجانب لنكون محايدين في نظرتنا للذكاء الإصطناعي فهو لايخلو من السلبيات ونذكر لك منها:
التكاليف المرتفعة للذكاء الإصطناعي
أكبر مشكلة في الذكاء الإصطناعي هي ارتفاع التكاليف المطلوبة لإنشاء الأجهزة التي تعمل به حيث تتطلب الكثير من الخوارزميات
المعقدة واللجوء إلى الأجهزة الحديثة وهذا مايجعل التكاليف مرتفعة كثيراً.
وتُعد هذه المشكلة عقبة في وجه الكثير من الشركات الصغيرة والشركات الكبيرة على حد سواء ، لأن هناك ضرورة مستمرة لتحديث
الأجهزة والبرمجيات وإجراء الصيانة والبرامج المُستخدمة في بناء الأجهزة التي تعمل بهذا النظام.
ارتفاع نسبة البطالة
قد يتسبب تطور وانتشار الذكاء الإصطناعي في زيادة معدلات البطالة، نظرًا للإعتماد الكبير للشركات على الأجهزة ذات القدرات
التشغيلية المستمرة في كثير من مهامها وهذا مايلغي دور الموظف المحدود القدرات والإمكانيات.

حيث أن الذكاء الإصطناعي بتقنياته المتعددة قد يحتل محل العديد من الوظائف التي كان يشغلها الأفراد، وهو ما يؤدي إلى زيادة
خطرالبطالة البشرية عن العمل.
تناقص الموارد الإبداعية
على الرغم من القدرات التحليلية والتنبؤية التي عُرف بها الذكاء الاصطناعي؛ إلا أن عمل الأجهزة ضمن معايير محددة، أدى إلى
افتقارها إلى الحس الإبداعي الذي يتمتع به الإنسان ، إذ تستطيع تلك الأجهزة معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات، ولكنها لا تستطيع
محاكاة المهارات البشرية الدقيقة وهو ماينقص من مكانة الآلة التي تحاول الوصول لمستوى ابداع الإنسان.
ولأن الذكاء الاصطناعي لايمكنه القيام إلا بالمهام المعد مسبقاً للقيام بها ، فلايوجد لديه القدرة على الاختراع كالتي عند الإنسان العادي.
عدم توفر التحسين الذاتي
في الذكاء الإصطناعي تم تصميم الخوارزميات لكي تتعلم من العمليات وتستنتج منها ولكن في حال استقبلت نفس البيانات فقط يؤدي هذا
الأمر إلى نتائج غير متوقعة وأضرار وهذه المشكلة تتطلب معالجة من المطورين لتعديل الخوارزميات لحزمات جديدة او تطوير آلية
للتعلم في كيفية التكيف مع مختلف الظروف الغير اعتيادية.
الأضرار والمخاطر فيما يخص الأمان والخصوصية
يعتمد الذكاء الإصطناعي على البيانات في أساس عمليه مقترناً بالخوارزميات التي تعد لتشكيل آلية عمله ولكن المشكلة التي قد تحدث في
حال تعرضت تلك البيانات إلى وصول عشوائي أو غير مصرح له وهو ماقد يساء استخدامه بشكل يسبب أضراراً كبيرة.
تقاعس الإنسان عن اجتهاده في عمله
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي سبباً من أسباب الكسل بسبب اعتماد الإنسان على هذا النظام في كثير من النواحي والتي توفر له
الراحة وعدم الاعتماد على المقدرات بمافيها الحوسبة الصغيرة والأرقام والعناوين .. الخ وهذا يلغي الكثير من المهارات بشكل تدريجي
كإمكانية الحفظ والتذكر وغيرها.
عدم التجاوب مع المشاعر
يفتقر الذكاء الاصطناعي لإمكانية تقييم المشاعر قبل اتخاذ أي قرار، إذ أنه يتعامل مع المهام وفق المعطيات والأرقام والبرمجات السابقة،
وهو ما يصعّب من التعاملات في مجالات تعتمد على المشاعر وإقناع العملاء بشكل أساسي مثل التسويق والمبيعات.

الخاتمة
رغم فوائد الذكاء الإصطناعي الكبيرة وتعزيزه للكثير من المهام والجوانب في الحياة العملية وتطوره الكبير إلا أنه قد يشكل خطراً
على البشر وعلى أمن المعلومات وعلى شكل الحياة الإجتماعية إن لم يتم التعامل معه بطريقة مناسبة.