تطبيق “إكس” (تويتر سابقاً)، أحد أشهر التطبيقات الفرعية المملوكة لشركة (إكس هولندغز كورب) التي يرأسها الملياردير
الأميركي إيلون ماسك، وأشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
أجرى منشئي منصة تويتر “جلسة عصف ذهني” عن طريق بث صوتي للنقاش بشأن المسألة والحصول على نتيجة، وحينئذٍ قدم جاك
دورسي (وهو أحد طلاب جامعة نيويورك) مقترحاً فكرة استعمال خاصية الرسائل القصيرة مع عدد يسير من الأفراد في مناطق متنوعة
على مستوى العالم، وهو الأمر الذي لاقى استحسان سائر منشئي الموقع.
وفي الأساس وقع الإختيار على اسم حركي للخاصية، حيث كان من المرتقب أن يطلق عليه اسم Twitter، إلا أن ويليامز حث نوح
غلاس على اختيار اسم مختلف، فعزم غلاس على استخلاص اسم مؤلف من خمس حروف فحسب مثلما حدث مع موقع فليكر.
وفي آخر المطاف، اتخذوا قرارهم بإنشاء موقع تويتر إلا أنه عقب مرور ستة أشهر، اتخذ المبرمجون القرار باقتناء استضافة موقع
twitter.com ، والتي كان قد تم حجزها فعلياً إلا أنهم استطاعوا شرائها، فقاموا بتعديل الموقع إلى الحالة التي هو عليها في يومنا هذا.
وقد وقع اختيار المبرمجين أولاً على رمز قصير للموقع والذي كان 10958، وبعد ذلك تم تعديله فيما بعد إلى 40404، نظراً لبساطة
ذلك الرمز وانتشار استعماله.
وقد شرع العمل في هذا المشروع في يوم 21 مارس سنة 2006، حينما قام دورسي ببث الرسالة الأولى على المنصة، إذ شرح فيها ما
يبرر استخدام “تويتر” كاسم للمنصة.
تعد “التويتات” أو “التغريدات” أحد مصادر المعلومات الرئيسة غير الخاضعة للرقابة لأحداث مهمة في العالم، على عكس باقي تطبيقات
“ميتا”، التي تخضع لخوارزميات مشددة، كما تعتبر منشورات إكس مؤثرة في تشكيل الرأي العام سياسياً وثقافياً.
التأسيس
أنشئ تطبيق “إكس” يوم 21 مارس/آذار 2006 باسم “تويتر”، وكان تطويره من قبل المبرمج ورجل الأعمال الأميركي سيركز جاك
دورسي، بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا.
وأنشئ “إكس” بمساهمة إيفان ويليامز ونوح غلاس وبيز ستون، الذين عملوا عليه باعتباره مشروعاً بحثياً، رعته شركة “أوديو”
الأميركية.
ظل استعماله محصوراً بين موظفي الشركة، ثم أطلق رسمياً للجمهور في أكتوبر/تشرين الأول 2006.
وبعد نجاحه، فصلت الشركة في أبريل/نيسان 2007 الخدمة الجديدة عنها، وصارت موقعاً مستقلاً باسم شركة جديدة اسمها “تويتر”
وبشعار العصفور الأزرق المميز.
وفي سبتمبر/أيلول 2013، تطور تطبيق تويتر وأصبح شركة عامة، وأعلن الخبر للجمهور في تغريدة، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، جمع
طرح الشركة العام الأولي مليار دولار أميركي، ما منحها رأس مال سوقياً قدره 31 مليار دولار.
وعُرف تويتر وانتشر باعتباره واحداً من أكثر الفضاءات الرقمية أهمية وحضوراً للتعبير عن الآراء السياسية والاجتماعية وغيرها،
ووفر مساحة للكتابة المختصرة، بميزات عدة منها الرد على المنشورات “التغريدات” والرسائل الخاصة وغيرها.
ولأن “المشاهدة الإلكترونية” للمشاهير ظلت عامل جذب كبير للخدمة، سرعان ما بدأت الشركات في إرسال تغريدات حول العروض
الترويجية، واكتشفت الحملات السياسية قيمة تويتر في التواصل.
استطاع تويتر ابتكار خاصية فريدة له تكمن في الأصل في مصطلح “تغريدة”، إلى جانب شعار الطائر الأزرق، فالشعار الأساسي لمنصة
تويتر يعتبر قمة في البساطة (من جهة تصميمه) إذ أنه يعتمد على كلمة تويتر مكتوبة بالأحرف اللاتينية مصحوباً بلون أزرق.
وقد تم إصدار ذلك الشعار رسمياً في شهر مارس من سنة 2006، وظل حتى سبتمبر من سنة 2010، عندما تم استبداله بصورة الطائر
الأزرق المغرد الذي قام بتصميمه مصمم الجرافيك سيمون أوكسلي، وفيما بعد تم تحديث ذلك الشعار من جهة لاري بيرد الذي سعى إلى
تقليل حجم كلمة تويتر وإيضاح صورة الطائر.
وفي سنة 2012، أفصحت شركة تويتر عن ثالث شعاراتها، إذ تم الاحتفاظ بالطائر الأزرق فحسب بلا كلمات، وبحسب مصمم ذلك
الشعار دوغلاس بومان فإن الشعار الحديث يماثل أزيرق الجبل.
أكبر صفقة في البورصة الأميركية
وحتى 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021 كان جاك دورسي رئيساً تنفيذياً لشركة تويتر، ويومها أعلن تنحيه عن قيادتها ليتفرغ لإدارة
شركته الخاصة “سكوير”، وهي شركة للمدفوعات المالية. فتولى قيادة تويتر الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا باراغ أغراول، حتى أعلن
دورسي (المؤسس المشارك لشركة تويتر) التنحي عن منصبه في مجلس الإدارة عام 2022.
وكان قرار جاك بعد أسابيع من المشاركة في صفقة استحواذ رجل الأعمال الملياردير الأميركي إيلون ماسك على الشركة، التي كانت
أسهمها قد تراجعت قبل تنحيه.
وفي 25 أبريل/نيسان 2022، وافق مجلس إدارة تويتر بالإجماع على بيع الشركة إلى ماسك، مقابل 44 مليار دولار.
وبهذا المبلغ عدت صفقة بيع تويتر أكبر صفقة استحواذ على شركة مدرجة بالبورصة الأميركية، وارتفعت أسهم منصة تويتر بنسبة 9%
في بداية التداول، في حين ارتفعت أسهم شركة المدفوعات الرقمية “سكوير” بنسبة 3%.
من تويتر إلى إكس
في أبريل/نيسان 2023، تغير اسم تويتر رسميا إلى “إكس”، وحُذف رمز المؤشر(TWTR من البورصات الرئيسية.
وأشار ماسك يوم 23 يوليو/تموز 2023 إلى نيته التخلص من شعار “العصفور الأزرق” الذي يعتبر علامة تجارية للموقع، واستبداله
بشعار “إكس”، وكذا تغيير اسم المنصة إلى “إكس”.
حلّ ماسك هيئة الإشراف على المحتوى على تويتر وأعاد العديد من الحسابات المحظورة، أبرزها حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد
ترامب، الذي تم تعليقه بعد هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
ثم انخرطت المنصة وماسك في جدل حول عدد التغييرات التي أجراها، وجعلت المنصة مصدر معلومات أقل موثوقية.
واجه ماسك اتهامات بالتضليل فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما حذر المنظمون الأوروبيون ماسك، وانتقدوا كيفية
مكافحته للمعلومات الخاطئة غير القانونية على الموقع.
وادعى ماسك أنه “يدافع عن حرية التعبير المطلقة” في الماضي، لكن بعض قراراته التي كان لها تأثير في تضييق الخناق على
المنشورات التي تنتقده وتنتقد التغييرات التي طرأت على المنصة، جعلته متهماً بالمساهمة في نشر خطاب الكراهية والتضليل عبر
الإنترنت.
وتعتبر التغييرات التي أجراها ماسك على تويتر الأكبر منذ إنشاء الموقع، إلا أنها أدت لتصاعد المنافسة بينه وبين منصات التواصل
الإجتماعي الأخرى.
الوظيفة
يقدم الموقع خدمة مجانية تسمح للمستخدمين بإرسال تحديثات على ملفاتهم الشخصية واستقبال تحديثات متابعيهم وأصدقائهم، أو غيرها
من الرسائل والمعلومات في منشورات قصيرة لا يزيد طولها عن 280 حرفاً.
وأضاف تطبيق “إكس” ميزة الإشتراك المدفوع، مما يتيح الحصول على علامة زرقاء تعني توثيق الحساب، إضافة إلى كتابة منشورات
طويلة.
ويمكن أن تنشر تلك المنشورات على حساب المستخدم على الموقع، أو في صيغة رسائل نصية قصيرة على الهاتف أو على برنامج
محادثة سريعة.
يستطيع أصدقاء المستخدم ومتابعوه استقباله على صفحاتهم الخاصة أو عند زيارة ملف المستخدم، كما يمكن استقبال الردود والتحديثات
على البريد الإلكتروني.
ومن الميزات المضافة لتطبيق “إكس”، صفحة عامة تظهر فيها منشورات مرشحة للمستخدم من قبل خوارزميات البرنامج، ولا تشترط
أن تكون من المستخدمين الذين يتابعهم، وصفحة أخرى تظهر الجدول الزمني لمنشورات المتابعين.
ويعتبر “إكس” موقعاً مفتوحاً يكفي التسجيل فيه لاستخدامه والإستفادة من خدمات الرسائل القصيرة التي يوفرها البريد الإلكتروني أو
رقم الهاتف، ولا يتيح التطبيق إمكانية إنشاء حسابين بنفس الرقم أو البريد، ولا يقبل تكرار أسماء المستخدمين حتى وإن كانت الحسابات
محذوفة أو معطلة.
وأتاح في السنوات الأخيرة ميزة الرسائل الصوتية والمنشورات الصوتية عبر التطبيق نفسه، وتظهر المنشورات الصوتية بصيغة تسجيل
على صفحة المستخدم باعتبارها نوعاً من الوسائط إضافة إلى الصور والمقاطع.
وسمح بنشر عدة صور ومقاطع في المنشور الواحد، وهو ما لم يكن متاحاً سابقاً عبر التطبيق.
الربح من خلال “إكس”
كان تويتر في الأساس عبارة عن رسائل نصية قصيرة مجانية تحتوي على عنصر التواصل الإجتماعي منذ بدايته.
وعلى هذا النحو، فقد افتقرت إلى تدفق الإيرادات الذي يمكن للمرء أن يجده على المواقع التي تستمد دخلها من إعلانات البانر أو رسوم
العضوية.
في النصف الثاني من يوليو/تموز 2023، بدأ تطبيق “إكس” بتوزيع أرباح على المشاهدات التي تحققها منشورات مستخدميه المشتركين
في “إكس بريميوم” (تويتر الأرزق).
وقال إيلون ماسك عبر حسابه عبر إكس إن “اهتمام المشتركين بالحصول على نصيب من الإعلانات فاق توقعاته كثيراً”.
وأعلن عن شروط الحصول على أرباح من المشاهدات، وهي:
توثيق الحساب عبر الإشتراك في خدمة “إكس بريميوم”، التي تبدأ قيمة الإشتراك فيها شهرياً من 3 دولارات أميركية حتى 16 دولار
للأفراد.
إضافةً إلى ألا يقل عدد المتابعين النشطين للحساب عن 500 متابع، وأن يحقق الحساب 5 ملايين ظهور على الأقل شهرياً خلال آخر 3
أشهر، وهو ما يعني ضمناً أن يكون عمر المستخدم أكبر من 18 عاماً، إذ من غير المسموح إنشاء حسابات لأقل من هذا العمر، فضلاً
عن ضرورة أن يكون عمر الحساب أكثر من 3 شهور.
القصص والمساحات
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أضيفت ميزة القصص “فليت”، وهي الصور والمنشورات التي تختفي بعد 24 ساعة من مشاركتها،
ولكنها فشلت في استقطاب المستخدمين، فأوقفت في أغسطس/آب 2021.
وفي مايو/أيار 2021 أضيفت خدمة المساحات الصوتية “سبيسز” التي تمكن المستخدمين من إنشاء محادثات صوتية مباشرة، على أن
يتحكم صاحب الحساب “المضيف” في خاصيات المساحة.
وفي 24 يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت منصة “إكس” عن ميزة قوائم الوظائف داخل التطبيق، إضافةً إلى تمكين الحسابات الشخصية
من إدراج إعلانات الوظائف الخاصة بشركاتهم، ما يوسع نطاق خدمات إكس الإحترافية.
الهيكلة
يوجد مقر “إكس” الرسمي في سان فرانسيسكو، وأزيل شعار “إكس” المضيء من على سطح المبنى يوم 31 يوليو/تموز 2023، وذلك
بعد خلاف بين شركة التكنولوجيا العملاقة وسلطات مدينة سان فرانسيسكو.
وكان تثبيت الشعار على سطح مقر الشركة في “ماركيت ستريت” بوسط المدينة قبيل أيام من إزالته، جزءاً من خطة إيلون ماسك لإعادة
تسمية شبكة التواصل الإجتماعي التي تواجه الكثير من المشاكل والاضطرابات.
ويتم النشر على “تويتر” بـ16 لغة من بينها العربية، التي انطلق العمل بها منذ مارس/آذار 2012، ويملك الكثير من المشاهير
والشخصيات العامة حسابات على الموقع تجعلهم قادرين على التواصل مع العالم خارج الإطار الرسمي
أحداث
أستخدم وسيلة هامة في التأثير بالأحداث السياسية الهامة بعيداً عن مقص الرقابة، خصوصاً في أحداث عاشتها تونس أثناء الربيع
العربي إضافةً إلى استخدامه في الإنتخابات الرئاسية الأميركية.
ولعب أيضاً دوراً فعالاً في نقل أحداث كوارث طبيعية في عدة مناطق كهاواي وتشيلي، حيث نبه بعض الخبراء إلى أنه يمثل -على
غرار مواقع الصور والخرائط- أداة فعالة في أوقات الطوارئ أكثر من أي وسيلة حكومية أو إعلامية تقليدية.
صعوبات وانتقادات
واجه الموقع صعوبات كثيرة في النصف الأول من عام 2008، حيث توقف عن العمل عدة مرات بسبب عجزه عن متابعة النمو السريع
لمستخدميه تارة، أو لتوقف خوادمه وضعف قواعد بياناته تارةً أخرى.
وقد بلغ الأمر أن أوصى مهندسوه بتغيير بعض الخدمات أو إيقافها مؤقتاً أو نهائياً، مما اضطر تويتر إلى سحب خدمة الرسائل القصيرة
المجانية من مستخدميه في المملكة المتحدة.
وكانت بعض هذه الصعوبات ناتجة عن مشاكل تتعلق بأمان شبكة تويتر نفسها، إذ اكتشف بعض المستخدمين أن حساباتهم يمكن
استخدامها عن طريق القرصنة، بسبب اعتماد تويتر على أرقام الهواتف التي تصل عليها الرسائل القصيرة.
وقد عالج الموقع هذه المشكلة بتقديم رقم سري يستطيع المستخدم استعماله للحفاظ على سرية رقمه، وإن لم يحل ذلك كل المشكلات
المتعلقة بأمان الشبكة.
وعلى غرار باقي الشبكات الإجتماعية، يطرح المنتقدون تخوفات بشأن مصير معلومات وخصوصيات ملايين الأفراد المستخدمين التي
تقع بأيدي موظفي هذه الشبكات، خصوصاً إمكانية استغلال هذه الشبكات من قبل أجهزة الاستخبارات.
وواجه التطبيق قبل تنحي جاك دورسي عن إدارته انتقادات استمرت لسنوات، تعلق أغلبها بتخلف الموقع عن الركب الإبتكاري
والتطوري لهذا النوع من التطبيقات مثل فيسبوك.
غالباً ما تكون التغريدات متاحة للمشاهدة لجميع الناس، إلا أن المستخدم يمتلك خاصية تغييرها عن طريق تحديد المتابعين فحسب أو
آخرين، في مقدور أي مستخدم التغريد من خلال الموقع الرسمي لتويتر على شبكة الإنترنت أو عن طريق التطبيق الرسمي على الهواتف
المحمولة أو عن طريق خاصية الرسائل القصيرة المتاحة في عدد من الدول.
كما أنه بإمكان المستخدم إعادة تغريد تغريدة خاصة بمستخدم غيره، ومن الممكن تسجيل المتابعة لمعرفة ما يعمل ذلك المتابع على نشره
بصفة دورية، هذا إلى جانب خاصية تسجيل الإعجاب والتعليق على المضمون.
كما يتيح تويتر للمستخدم تحديث الصفحة الشخصية الخاصة به من خلال الهاتف الذكي سواءً من خلال الرسائل النصية أو من خلال عدد
من التطبيقات المعينة على المحمول والأجهزة اللوحية.
يتوقف أداء عمل تويتر على بروتوكول الدردشة عبر شبكة الإنترنت، وذلك من أجل منح الحماية لسائر المستخدمين، وطبقاً لأحد
الأبحاث التي تم نشرها في إبريل 2014، فإن تقريبا 44% من حسابات المستخدمين على تويتر لا تغرد أو لم تغرد على الإطلاق،
وتجدر الإشارة إلى أن أول من أطلق تغريدة على منصة تويتر هو مؤسس الموقع جاك دورسي في تمام الساعة 12:50 بتوقيت المحيط
الهادي.