يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج التي يقوم الإنسان بتهئيتها مسبقاً للقيام بذلك من أجل
محاكاة المقدرات الإنسانية وكيفية تجاوبها في كثير من المواقف مثل التعلم والحركة وردات الفعل والاستنتاجات وبعض السلوكيات
والكلمات والأوامر التي تفعلها تلك الآلات تقليداً للإنسان.
وفي عبارة أخرى يقول العلماء عن الذكاء الاصطناعي بأنه “دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من
فرص نجاحها”، في حين يعرفه جون مكارثي بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”.
وخلال السنوات الأخيرة، تطور هذا الذكاء إلى مرحلة أو تقنية تسمى “التعلم العميق” والتي ترتكز بشكل رئيسي على تطوير
شبكات عصبية صناعية تماثل في طريقة عملها آلية عمل الدماغ البشري، بمعنى أنها قد تكون قادرة على انتهاج نهج التجريب
والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً دون الحاجة لتدخل الإنسان في ذلك.
في الوقت الحالي، يمكن لمعظم الناس استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، فقد أصبح متوفرًا في الأجهزة المنزلية، والهواتف
الذكية التي نستخدمها يومياً، وأصبح يؤثر بعدّة طرق في حياتنا اليومية، ومن هذه الطرق ما يلي:
1- تقديم المساعدة في تنظيم المهام وأوقاتها:
يساعد الذكاء الاصطناعي في تنظيم الوقت،وإنشاء جدول المهام، وهذا يسمح لك بالتركيز في المهام الأكثر أهمية.
هناك استخدامات كثيرة فعلى سبيل المثال لدينا تقويم غوغل والذي يتيح لك إمكانية إنشاء جدول الأعمال بسهولة، إضافة إلى تعيين
تذكيرات تلقائية بمواعيد الاجتماعات وغيرها الكثير من الأمور التي توفر لك الوقت.
وهناك أيضاً منصات للتذكير والتي تعتمد على الذكاء الإصطناعي مثل: أن يصلك إشعار بسقي النباتات عندما لا يكون الجو ماطراً.
2- جعل تجربة البيئة المنزلية أكثر راحة:
تساعدك الأجهزة المنزلية التي تعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الإصطناعي على إنشاء بيئة منزلية تتناسب مع سلوكياتك ، ؛ لأنها توفّر
الوقت وتقوم بالعديد من المهام نيابةً عنك؛ مما يمنحك وقتًا إضافيًا للراحة.
تتوفر العديد من الأجهزة المنزلية الذكية، وتُعدّ الأقفال والأضواء الذكية من أكثر هذه الأجهزة انتشاراً.
تتوفر هذه الأجهزة مع تطبيقاتها الخاصة بها حتى يتمكن المستخدمون من أتمتة المهام من خلالها وتخصيصها بمايتناسب مع احتياجاتهم؛
إذ تسمح لك هذه التطبيقات بأتمتة طريقة عمل الجهاز اعتماداً على الوقت أو الطقس أو الموقع.
تساعد هذه المزايا في توفير الوقت وإنشاء روتين مخصص في المنزل، وزيادة الراحة. على سبيل المثال: إذا كنت لا تحب العودة إلى
المنزل وتجد منزلك مُظلماً، فيمكنك أتمتة تشغل الضوء الذكي عند غروب الشمس.
3- تحسين تجربة الكتابة:
يساعد الذكاء الاصطناعي المدمج في تطبيقات الكتابة الشائعة، مثل مايكروسوفت وورد ومستندات غوغل في العثور على الأخطاء
الإملائية وإصلاحها.
تساعد هذه المزايا في كتابة النصوص الصحيحة والخالية من الأخطاء باعتمادها على الذكاء الإصطناعي، فمعظم الأعمال تحتاج فيها إلى
كتابة نصوص مختلفة، للتواصل مع المسؤولين والعملاء وحتى زملائك.
من ناحية أخرى، تطورت منصات البريد الإلكتروني في السنوات الأخيرة؛ إذ يمكنها التنبؤ بما تريد كتابته وتقدم لك الإقتراحات عند
البدء بالكتابة.
كما توفر خيارات استجابة مخصصة بناءً على موضوع الرسالة ؛ مما يسهل على المستخدمين الرد بنقرة واحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام أدوات مثل تشات جي بي تي لإنشاء مقالات كاملة لأنه يعتمد على الذكاء الإصطناعي بشكل كامل،
ويمكنه من تحسين صياغة الفقرات، والمساعدة في كتابة رسائل البريد الإلكتروني لك.
4- تحسين استخدام الهواتف الذكية:
توفر أغلب الهواتف الذكية العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي ، ولعل أبرزها خاصية تعريف الوجه فعند إعداد الهاتف، يمكن
للمستخدمين تفعيل معرف الوجه كنوع من أنواع الحماية عوضاً عن الحاجة إلى كتابة كلمة السر بشكل يدوي أو حتى رسم النمط السريع
لفتح قفل الهاتف وبهذا سيلتقط الهاتف الذكي صورة لوجهك ويحللها في كل مرة تحاول فيها فتح قفل الهاتف.
تعتمد هذه العملية على الذكاء الاصطناعي لمقارنة شكل وجهك بالصورة التي التقطها الهاتف عند إعداد معرف الوجه.
تدعم الهواتف الذكية أيضاً المساعد الصوتي، مثل: سيري ومساعد غوغل حيث يساعد استخدام المساعد الصوتي في إنجاز العديد من
المهام في الهاتف من دون الحاجة إلى الإمساك به مثل اجراء المكالمات وارسال الرسائل وضبط المنبه وغيرها.
5- الرعاية الصحية بالإعتماد على الذكاء الإصطناعي
يقدم الذكاء الاصطناعي فرصاً هائلة لتحسين التشخيص والعلاج وحتى الكشف المبكر عن بعض الأمراض.
يمكن أن يساعد الذكاء الإصطناعي الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية بتقديم النصائح وتتبع حالتهم المرضية عن طريق
التطبيقات الهاتفية التي تقدم خدمات متنوعة تساهم في المحافظة على الصحة الشخصية والتذكر بمواعيد الوجبات بمايتناسب مع
الأشخاص.
يمكن استخدام الذكاء الإصطناعي في تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض وتوجيه الأطباء ومساعدتهم في اتخاذ القرارات العلاجية
المناسبة للحالات المرضيةوغيرها الكثير.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تحسين إدارة الملفات الطبية الإلكترونية وجدولتها وتنظيمها إلى جانب تحسين جودة الرعاية الصحية
بشكل كامل وهذا مايبشر بمستقبل صحي أفضل .
6- تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
يتعلم البشر بشكل يومي من خلال شبكة الإنترنت ولكن بوجود الذكاء الاصطناعي يتغير الأمر للشكل الأفضل حيث يمكن أن يساهم في
تحسين عملية التعلم وتخصيصها لاحتياجات الطلاب المختلفة بالإضافة إلى إمكانية استخدامه في تطوير نظم تعليمية ذكية توفر محتوى
تعليمي مخصص وفقًا لكل طالب.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك الطلاب المتغير وبهذا يتم توفير تغذية راجعة فورية لتحسين أدائهم التعليمي.
الخاتمة
استعرضنا لك في هذا المقال مايمكنه أن يلامس حياتك الشخصية بشكل يومي من خلال الاستخدامات الواسعة للذكاء الإصطناعي في
منزلك وعلى مقربة منك ولكن كما يقال هذا كله ” غيض من فيض” إذ يشمل الذكاء الإصطناعي جوانب أكثر وأوسع وبشكل مستمر
متطور يوماً بعد يوم.